أخبار ارمينيا

حرب أرتساخ والخسار الجسيمة بصفوف القوات الغازية

Published

on

حرب أرتساخ والخسار الجسيمة بصفوف القوات الغازية
لربما تابع معظمنا سير العمليات العسكرية بين أذربيجان وأرتساخ, ولكن قلّة تسائلوا عن حيثيات تلك المعارك ومعطياتها وبالأخص القوة البشرية والعتاد بين الطرفين. فجيش دفاع جمهورية أرتساخ الذي يضم 20 ألف مقاتل فقط يحارب اليوم أذربيجان التي تستخدم أكثر من 120 ألف عسكري بالإضافة إلى آلاف المرتزقة الأجانب والدعم العسكري والتقني المفتوح من تركيا وباكستان وإسرائيل.
لا يخفى على أحد أن العدو الأذري تمكن من إحراز التقدم في المحور الجنوبي في أرتساخ خلال الشهر الفائت. ولا يخفى كذلك على أي مطّلع على الطبيعية الجغرافية لأرتساخ أن القسم الجنوبي يتألف بشكل أساسي من السهول. قد يكون هذا التقدم قد منح الداخل الأذري بعض “الانتصار المعنوي المؤقت”, ولكن لا يعتبر انتصاراً من الناحية الإستراتيجية بالمقارنة مع الخسائر الفادحة التي تلقاها في الطافات البشرية والعدة والعتاد وحتى طبيعة الأراضي التي احتلها الأذريون والتي قد تتحول إلى جحيم لهم مع اقتراب الشتاء إذا لم يتمكنوا من تعزيز مواقعهم في مرتفعات أرتساخ.
هل سيحقق الغزو الأذري حلمه بمرتفعات أرتساخ؟
يمكن لهذه الصورة لمدينة شوشي أن تعطي انطباع وتصور أفضل لذاك السؤال. فهناك مثل يقول “من يسيطر على شوشي يسيطر على كرباخ”. نظراً لوقوعها في مرتفعات إستراتيجية هامة في أرتساخ تحتل شوشي مكانة هامة في هذا الصراع ولا معنى لأي انتصار ما لم يتّوج بالسيطرة على هذه القلعة.
الطبيعة الجغرافية لشوشي ليست إلّا مثال لمعظم مدن وبلدات مرتفعات أرتساخ والتي يستحيل بأي شكل للقوات الغازية تحقيق أي تقدم فيها دون تكتيكات واستراتيجيات معينة ومدروسة جيداً تتناسب مع حجم وطبيعة هذه المرتفعات. فأي خطأ في الحسابات سيتسبب بمجزرة للقوات الغازية وهو ما حدث يوم أمس بالوحدات الأذرية التي حاولت التقدم عبثاً وتكبدت خسائر في الطاقات البشرية من ضمنها ضباط وقادة عسكريون.
لطالما شدد الجانب الأرمني والرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك بأنه لا يوجد حل عسكري في أرتساخ. والمعنى بأن أي حل عسكري سيتسبب بخسائر كبيرة بالنسبة للجانبين ودون تحقيق مراده. وهو ما لم يفهمه الصبي علييف والمتهور أردوغان. فأرتساخ ليست إلا مجرد فييتنام جديد لهذا العدوان.
لأكثر من 3000 عام كانت هذه المنطقة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وثقافة الشعب الأرمني. لم تخسر سيادتها وحكمها لنفسه

Exit mobile version